السلام عليكم
صراحة لا أدري هل ما سأكتب هو هذيان التعب من السهر أم واقع لا مفر منه أم مجرد صيد خاطر خشيت أن أجد صعوبة في تذكره في الصباح فأستغل الفرصة لكتابته قبل أن يضيع ...
إخواني :
تخيلوا معي جيدا -وانتبهوا معي وأعيروني حسن التتبع- أنك أقدمت على أمر سيجعل حياتك كلها رهينة بكبسة زر ...نعم كبسة زر تنهي حياتك ،والغريب أنك تقدم على هذا الأمر بمحض إرادتك وطواعية ،فقط لأنك تهتم بصاحب الزر وترى فيه أن حياتك بيد أمينة وستكون بأحسن حال معه وأنه لن ينهي حياتك ...لكن تنسى أو تغفل أو سمه ما شئت أنه ما إن يحس بالخطر سيضغط الزر لتخليص نفسه ولا يهم ما سيجري لك رغم أنك أخذت ضمانات أن الزر لن يضغط عليه مهما جرى...
أتمنى أن تكون دققت معي جيدا أو بالأحرى تخيلت الموقف وصورته في داخلك حتى تستحضره أمامك ...
أنت في طائرة مع أقرب شخص إليك وهو من يقودها ،والطائرة تحمل شخصين ،ولثقتك فيه ركبت معه لأنه لن يوقع الطائرة بك ،قررتما مع السفر لأرض السعادة ...بينما أنت وهو في الطائرة ...إذ يجد في الطريق عواصف ومطبات هوائية ،فبسرعة البرق يقوم بالضغط على زر يرميك خارج الطائرة دون أدنى تفكير في أنه تخلى عن أقرب قريب له ...فإذ بك تضيع حياتك في رحلة غير محسوبة العواقب وسبب ذلك كله إعتقادك أن أقرب الناس إليك لن يخذلك ...
حتى الآن الأمر مؤلم جدا ،تتفقون معي ؟
لكن هل تعلم ما أصعب من كل هذا ؟؟؟ سيجيبني أحدكم وهل هناك أصعب من أن يفقد المرء حياته ؟؟ أقول لكم نعم وهو :
الأصعب من هذا كله هو أن الذي يقود الطائرة ما إن ألقى بك من السماء حمل مكانك ألذ أعدائك وأعدائه ،لأنه رأى أنه أخف وزنا منك ،فحمله لن يكون مكلفا أكثر مما أنا مكلف ...وأمضى معه الرحلة ووصلوا للأرض الموعودة وهاهم الآن يعيشون بسلام ...وأنت تعيش كل ثانية من حياتك وأنت تسأل السؤال نفسه :
لماذا ألقى بك ؟؟؟
وأنت المرمي بلا رحمة ولا شفقة والذي تحمل عاهة مستديمة بعد السقوط تسمع أخبارهم أنهم وصلوا للأرض الموعودة وأصبحوا كأنهم لم يكونوا أعداء يوما ...
لا شك أن الكثير سيظن أن كلامي هو ضرب من الجنون أو هذيان ... لهذا ذكرت في بداية الموضوع أنه صيد خاطر وأفكار ليل .