هذه قصيدة للإمام الشافعي رابع الأئمة بعد كل من الإمام أبو حنيفة،
...
والإمام مالك، والإمام أحمد بن حنبل، وقد كان الشافعي قوي في اللغة فبعد أن حفظ القرآن الكريم وجوده قام بحفظ الأحاديث النبوية الشريفة، والتفسير، على يد عدد من العلماء العظام، وكان الشافعي صاحب ذاكرة قوية حافظاً للتفاسير التي قيلت في عصره.
وقد اتجه الشافعي إلى البادية وبالتحديد إلى قبيلة هذيل وذلك لتعلم اللغة، حيث اشتهرت هذه القبيلة بإلمامها بعلوم اللغة وفصاحتها، فتعلم الشافعي الشعر والأنساب فقام بحفظ عشرة ألاف بيت شعر، وكان يشتهر بذاكرة قوية قادرة على استيعاب وحفظ كل ما يقابلها من علوم.
وقدم الشافعي عدد من القصائد المتميزة نذكر منها هذه القصيدة:
دَعِ الأَيّـــامَ تَـفـعَلُ مــا iiتَـشـاءُ
وَطِـب نَـفساً إِذا حَـكَمَ القَضاءُ
وَلا تَــجـزَع لِـحـادِثَةِ iiالـلَـيالي
فَــمـا لِــحَـوادِثِ الـدُنـيا iiبَـقـاءُ
وَكُن رَجُلاً عَلى الأَهوالِ جَلداً
وَشـيمَتُكَ الـسَماحَةُ iiوَالـوَفاءُ
وَإِن كَثُرَت عُيوبُكَ في iiالبَرايا
وَسَـرَّكَ أَن يَـكونَ لَـها iiغِطاءُ
تَـسَـتَّر بِـالـسَخاءِ فَـكُـلُّ iiعَـيبٍ
يُـغَـطّـيهِ كَــمـا قـيـلَ iiالـسَـخاءُ
وَلا تُــــرِ لِــلأَعــادي قَـــطُّ iiذُلّاً
فَــإِنَّ شَـمـاتَةَ الأَعــداء iiبَـلاءُ
وَلا تَـرجُ الـسَماحَةَ مِـن بَخيلٍ
فَـمـا فـي الـنارِ لِـلظَمآنِ iiمـاءُ
وَرِزقُـكَ لَـيسَ يُـنقِصُهُ iiالـتَأَنّي
وَلَيسَ يَزيدُ في الرِزقِ iiالعَناءُ
وَلا حُــزنٌ يَــدومُ وَلا iiسُــرورٌ
وَلا بُــؤسٌ عَـلَـيكَ وَلا iiرَخــاءُ
إِذا مــا كُـنـتَ ذا قَـلـبٍ iiقَـنـوعٍ
فَـأَنـتَ وَمـالِـكُ الـدُنـيا iiسَـواءُ
وَمَــن نَـزَلَت بِـساحَتِهِ الـمَنايا
فَـــلا أَرضٌ تَـقـيهِ وَلا سَـمـاءُ
وَأَرضُ الـلَـهِ واسِـعَـةٌ iiوَلَـكِن
إِذا نَـزَلَ القَضا ضاقَ iiالفَضاءُ
دَعِ الأَيّـــامَ تَــغـدِرُ كُــلَّ iiحِـيـنٍ
فَـما يُـغني عَنِ المَوتِ الدَواءُ