فوائد غض البصر ( غاية في الاهمية) لا تتردد في الدخول!!!!
قال الله تبارك و تعالى في سورة النور:" قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك ازكى لهم ان الله خبير بما يصنعون"
لغض البصر فوائد عديدة وثمرات كثيرة, منها ما يلي:
1. أنه امتثال لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم .
2. أنه يُورث القلب أُنساً بالله.
3. أنه يمنع من وصول أثر السهم المسموم إلى القلب.
4. أنه يُقوّي القلب ويفرحه.
5. أنه يُكسب القلب نوراً.
6. أنه يُورث القلب ثباتاً وشجاعةً وقوةً.
7. أنه يُورث القلب فراسة صادقة.
8. أنه يسدُّ على الشيطان مدخله إلى القلب.
9. أنه يُفرِّغ القلب للفكر في مصالحه والاشتغال بها.
10. أنه يُقوّي العقل وينميه.
11. أنه يُخلص القلب من ألآم الحسرة.
12. أنه يُرضي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
13. أنه يُخلص القلب من سكر الشهوة ورقدة الغفلة.
14. أنه يسدُّ على العبد باباً من أبواب جهنم.
15. أنه يفتح للعبد طريق العلم.
16. أنه يُورث محبة الله.
17. أنه يُورث الحكمة.
● وهذه قصة تؤكد لنا خطورة النظر لأنه يعلق بالقلب المنظور إليه حتى يصل به إلى الردة والعياذ بالله:
كان هناك عابداً في صومعة له, مشهوراً بالعبادة, ومشهوراً بالزهادة, يستشفي بدعائه المرضى, وإذا عرض بأحد مرض أو جنون حمل إلى صومعته, ليدعو له ليبرأ, فمرضت ابنة بعض كبراء البلدة ذات جمال, فجاءوا بها ومضوا, فلما خلا بها نظر إليها فأعجبته, فواقعها فحملت منه, فجاءه الشيطان الذي أغراه حتى نظر إليها, وأمّنه الفتنة حتى خلا بها, فقال له: اقتلها وادفنها في جانب الصومعة فإذا جاءوا يطلبونها, تقول: ماتت, فيقبلوا قولك لموضعك عندهم, وإلا أتوا فرأوها حُبلى منك, فتفضح وربما قتلوك, فقبل منه وقتلها ودفنها فلما جاء أهلها أخبرهم بموتها, وأنه دفنها فصدقوا قوله ومضوا. فمضى الشيطان إلى إخوتها وأخبرهم بخبر العابد وفعله بأختهم, وقتله لها, وقال: علامة ذلك دفنها في الموضع الفلاني من صومعته, فجاءوا إلى العابد, ودخلوا الصومعة, ونبشوا الموضع, فوجدوا ابنتهم, فأخذوا العابد ليصلبوه, فلما رقي به الخشبة ليصلب, أتاه الشيطان, فقال له, أعلمت أني فعلت بك هذا كله وأنا أقدر أن أخلصك مما أنت فيه ؟ فقال: افعل, قال: بشرط أن تسجد لي سجدة واحدة, وأُخلصك, فسجد له, فكفر بها وصلب, فولّى الشيطان عنه يقول: إني بريء منك. فاغتر أولاً بعبادته واغتر آخراً بعدة عدوّة. وهكذا العبادة بالجهل, يخيلُ لصاحبها الأمن, وكان سبب هلاك هذا العابد نظرةً أصابه فيها سهم من الشيطان. فلا ينبغي للعاقل أن يغتر بالعبادة وقبول العمل ولا يأمن من فتنة النظر على مر الأيام.
أخي المبارك:
يقول أحد السلف: ابن آدم إن كنت حيث ركبت المعصية لم تصف لك من عين ناظرة إليك, فلما خلوت بالله وحده صفت لك معصيتك ولم تستح منه حياءك من بعض خلقه, ما أنت إلا أحد رجلين: إن كنت ظننت أنه لا يراك فقد كفرت, وإن كنت علمت أنه يراك فلم يمنعك منه ما منعك من أضعف خلقه لقد اجترأت.
● الرد على من يدعي العصمة ويأمن الفتنة في النظر والخلوة:
فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه :" يا علي :لا تتبع النظرة النظرة, فإن لك الأولى وليس لك الآخرة ", يعني أن النظرة الأولى نظرة الفجاءة من غير قصد مبيح لك عفو بلا إثم , وليست لك الثانية إذا أتبعتها نظرة تمتع.
هذا الخطاب لعلي رضي الله عنه مع علمه بكامل زهده وورعه وعفة باطنه وصيانة ظاهره يحذره النظر, ويؤمنه من الخطر لئلا يدعي الأمن كل بطال ويغتر بالعصمة والأمن من الفتنة ولا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون.
وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجاءة فقال لي: " اصرف بصرك ", يعني عن النظر الثاني لأنك لا تأمن فيه الشهوة والفتنة.
قال أحد السلف: إن الله أمر بغض البصر وإن كان إنما يقع على محاسن الخليفة والتفكير في صنع الله سداً لذريعة الشهوة المفضية إلى المحظور.
قال الحافظ ابن رجب ـ رحمه الله ـ: لا يجوز النظر إلى الأمرد بشهوة وغيرها من غير حاجة كل ذلك لخوف الفتنة والوقوع في الهلكة.
وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الجلوس في الطرقات إلا لمن أعطى الطريق حقه, ومن حقه غض البصر كل ذلك خوفاً من الفتنة وثوران الشهوة.
وفضول النظر يدعو إلى الاستحسان ووقوع صورة المنظورة إليه في القلب صاحب النظر الجانبية عليه.
النظرة تجر النظرة وتسهلها وتجعلها أمراً عادياً عند الناظر.
وقد تكون البداية عادية بالنظر المجرد العابر إما لوسامة أو إعجاب بصفة معينة أو موهبة أو لطف في المعاملة أو طريقة الكلام, فلا يكن الإعجاب فحسب ثم يبدأ القلب بالتعلق شيئاً فشيئاً وإذا حصلت الغفلة عن القلب اُستديم التفكير وازداد الولع ثم أصيب بالعذاب والجرح الذي يؤلم صاحبه ثم لا تسل عن حالة صاحب ذلك القلب, فلقد تحول همه وتفكير وغيرته وعمله ولحظاته وأيامه ودعوته وتقواه لله وخشيته منه كل ذلك تحول جملة إلى ذلك المحبوب الذي تعلق به, وإن لم يكن هذا مقصوداً في البداية ولكن اُستديم النظر وأطلق للقلب جولاته ثم وقعت الطامة.