قابلت ليلى صدفةً حاورتها عند الغدير
أحببتها عصر الصبا فوضتها ذاك المصير
وأردت أختبر التي في حبها قلبي يطير
وسألتها من ذا المعوق؟ من يكون؟ ومن يصير؟؟
أهو الأصم؟ أم الضرير؟ أم من على عجلٍ يسير؟
أهو المتأتئ إن حكى؟ أهو المقيد في الجبير؟
أم من يدب على العصا؟ يتجرع الحزن المرير
أهو الذي يهذي بما يهذي به الطفل الصغير؟
أهو الكسيح بلا حراك؟ ذاب في دفء السرير
أهو الذي شلت يداه؟ يقتات من كف الوزير
أمن يكابد حسرة إن يستجار فلا يجير؟
من ذا المعوق ؟من تراه؟ ومن يكون؟ ومن يصير؟
******
قالت: وقد أغضبتها وتعكر الماء النمير
إن المعاق هو الذي فقد الأمانة والضمير
وهو الذي يسطو على مال اليتامى والفقير
وهو الذي يؤذي الورى وينام في دعة قرير
بل ربما كان المعاق هو الذي قاد الضرير
ولربما كان الذي قد مارس الفعل الخطير
بغبائه وجحوده وضع الأمور على الشفير
******
لله درك يا ابنة الإدراك والفهم الجدير
كم من معاقٍ بيننا في ثوبه الأسد المزير
كم من معاق عالم يستقطب الجمع الغفير
كم من معاق حاكم قد سطر العهد النضير
كم من معاق صادح قد رقص الليل المطير
كم رغم أنف العوق صاروا حجة العصر المنير
فتمايسوا لا تيأسوا وتسامقوا فوق العسير
وتسلقوا طود العلا واستنهضوا صبر البعير
لا تحبطوا لا تقنطوا الصعب في صعب يسير
******
يا منهل الطاقات قم روّض جناحك كي تطير
غرد كما كل البلابل قد طربن مع الخرير
وافرد جناحك في فضاء وابتسم تحيا قرير
لو نال عوق من فتى مانال من شمم الضمير
كل لديه عوائق والكل في حال أسير
تصفو الحياة لجاهل يغفو ويشعلها شخير
حتى ولو نلنا المنى كم مقلق ذاك المصير