ترى ماذا يقول المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو للاعبيه في غرفة تبديل الملابس، قبل وبعد وخلال شوطي اي مباراة يدعى فريقه إلى خوضها؟
كيف يتعاطى مع عناصره؟ ما الآلية التي يستند اليها لاستخراج افضل ما لدى هؤلاء؟
كيف ينجح في جمع اللاعبين حوله؟ كيف له ان يشعر هؤلاء بأنه دائما امامهم ومعهم ولهم؟
بعد فترة وجيزة اعقبت رحيله عن انترميلان الايطالي الذي قاده الى احراز الثلاثية التاريخية في الموسم الماضي (الدوري والكأس المحليين ودوري ابطال اوروبا)، تحدث مورينيو عن قدرته على جعل اللاعبين يؤدون داخل الملعب لاجله هو. وتحقيق الانتصار لاجله هو. قد يكون هذا السر .
لم يمر لاعب تحت قيادة مورينيو الا وعبر عن احترامه لهذا المدرب الفذ، انطلاقا من بورتو البرتغالي، مرورا بتشلسي الانكليزي ووصولا إلى انترميلان، ولاشك في ان الوضع لن يتبدل في ريال مدريد الاسباني اليوم .
ورغم ان مورينيو تحدث في الاونة الاخيرة عن كريم بنزيمة الذي ابدى امتعاضا نتيجة بقائه احتياطيا، الا ان المدرب طالب الدولي الفرنسي فقط بمراقبة مباريات الفريق، في رسالة تحمل في طياتها دعوة إلى اللاعب باستيعاب فكر المدرب .
مورينيو يدرك انه سيحتاج حتما الى بنزيمة خلال سياق الموسم الطويل الذي يخوض فيه «الملكي» غمار ثلاث بطولات، لذا اضاف إلى تصريحه التالي: «بنزيمة صبي ذكي» . وهنا ذكاء المدرب القادر على التحكم بكل ما يخالجه املا في الاستفادة التامة من كل عنصر من عناصر الفريق .
لقد اراد مورينيو توجيه رسالة دعم إلى بنزيمة فاعتبره ذكيا قبل ان يدعوه بلهجة «الاستاذ» إلى استيعاب الدرس .
لقد نجح «الملكي» في تجاوز عقبة سوسييداد يوم السبت الماضي في الدوري، ورغم ان الفوز جاء بصعوبة بالغة (2-1) الا ان اول ما صرح به مورينيو بعد اللقاء تمثل في الدفاع عن لاعبيه معتبرا انهم خاضوا مباراة منتصف الاسبوع امام اياكس امستردام الهولندي في دوري ابطال اوروبا انهكت قواهم، ملمحا إلى ان اقامة اللقاء امام سوسييداد السبت تشكل قرارا خاطئا لانه لم يكن هناك متسع من الوقت امام لاعبيه للراحة .
مفتاح النجاح بالنسبة إلى المدرب، أي مدرب، يتمثل في لاعبيه. هذا ما يدركه مورينيو جيدا ويبدع في التركيز عليه، وبناء احلامه حوله، وخير دليل على ذلك سجله المتخم بالالقاب .