تلبية دعوة “الخضر” أصبحت تشكّل عائقًا بسبب ضغوط الأندية الأوروبية
نشر في : 08-08-2010 | 00:00 | من طرف
يتعرّض بعض من لاعبينا الدوليين الذين ينشطون في البطولات الأوروبية إلى ضغوط شديدة من أجل التخلف عن الموعد الودي المقبل الذي ينتظر المنتخب الوطني أمام نظيره الغابوني
على ملعب 5 جويلية يوم الأربعاء المقبل، وذلك بحكم تواجد الأندية الأوروبية حاليا في مرحلة مهمة من تحضيراتها للموسم المقبل. إذ يوجد عدد كبير من اللاعبين الجزائريين في تربصات تحضيرية رفقة أنديتهم، حيث تفصلهم عن انطلاق البطولات المحلية في أوروبا أيام قليلة، وهو ما تأكد رغم أن اللاعبين الجزائريين لم يتكلموا كثيرا حول هذا المشكل.
اللعب أساسيًا يشكّل ورقة ضغط عليهم
ومن بين الوسائل التي تعتمدها الأندية الأوروبية التي ينشط فيها اللاعبون الجزائريون كورقة للضغط هي تواجد أغلبيتهم على كرسي الاحتياط، حيث أصبحت الأندية تستغل فرصة ذهابهم إلى المواعيد الدولية لتقديم الفرصة للاعبين آخرين ليأخذوا أماكنهم في التشكيلة الأساسية، وهو ما حدث بالضبط لكريم زياني وبقية اللاعبين الذين شاركوا مع المنتخب الوطني في كأس إفريقيا الأخيرة بأنغولا في جانفي الماضي، وهي الفترة التي لم تتوقف فيها كثيرا الأندية الأوروبية للراحة كما جرت العادة بسبب برمجة كأس العالم في نهاية الموسم وبالتالي السماح للمنتخبات الأوروبية بالاستفادة من لاعبيها أطول فترة ممكنة، حيث وجد كريم زياني وكريم مطمور إضافة إلى عنتر يحيى ورفيق حليش أنفسهم خارج حسابات أنديتهم وبقوا في الاحتياط لمدة طويلة بعد عودتهم من كأس إفريقيا شهر فيفري الماضي إلى أنديتهم، وهو الشيء الذي أثّر على مردودهم خلال كأس العالم الماضية في جنوب إفريقيا.
تأخّرهم في العودة إلى أنديتهم أحد الأسباب
سبب آخر أصبحت تستعمله الأندية الأوروبية كسبب لمنع اللاعبين الجزائريين من حضور المباريات الودية التي يلعبها المنتخب الوطني، هو تأخرهم في العودة إلى أنديتهم بالمقارنة مع اللاعبين الذين ينشطون في المنتخبات الأوروبية حيث يمكنهم العودة إلى الأندية التي يلعبون لها بعد نهاية اللقاء بـ 24 ساعة، أما بالنسبة للاعبين الجزائريين فيضطرون إلى التنقل عبر رحلات غير مباشرة للوصول إلى أوروبا وهو ما يؤخر وصولهم في بعض الأحيان إلى 72 ساعة كاملة، إضافة إلى وصولهم في حالة بدنية سيئة ما يضطرهم إلى برمجة حصص لإعادة تأهيلهم بدنيا ويتطلّب ذلك وقتا إضافيا، خصوصا أن اللقاءات في معظم البطولات الأوروبية تلعب مرتين إلى ثلاثة مرات أسبوعيا، ما يعني أن اللاعبين الجزائريين يضيّعون مبارتين على الأقل وهو ما من شأنه أن يخلط حسابات مدربيهم الذين يفضلون الاعتماد على لاعبين يبقون مع الفريق لأطول مدة ممكنة حتى لا يحصل خلل على مستوى اللعب الجماعي للفريق.
الإصابات التي لحقت بهم عامل آخر
أما أهم الأسباب التي تساهم في امتناع النوادي الأوروبية عن تسريح لاعبيها الدوليين إلى منتخبات بلادهم للمشاركة معها في مختلف المباريات الودية أو الرسمية، هو حجم الإصابات التي تلاحقهم في كل مرة يلبون فيها دعوة منتخباتهم، وهو ما حدث مع اللاعبين الجزائريين الذين عانوا كثيرا من هاجس الإصابات خصوصا بعد المباريات القوية التي لعبوها خلال تصفيات كأس العالم، وكذلك في أنغولا بمناسبة كأس إفريقيا الأخيرة التي أصيب فيها كل من عنتر يحيى، رفيق صايفي، عامر بوعزة، حسان يبدة، نذير بلحاج إضافة إلى مراد مغني وياسين بزاز وهما اللاعبان اللذان راحا ضحية إصابات خطيرة أبعدتهما عن الميادين مدة طويلة، وهو ما يحدث الآن مع مراد مغني الذي سيبتعد عن لازيو روما ما يقارب الستة أشهر، ورغم أن الاتحادية الجزائرية ساهمت في علاج البعض منهم كحسان يبدة وبلحاج إضافة إلى عنتر يحيى ومجيد بوڤرة في مستشفى أسبيتار القطري، إلا أن ذلك لم يشفع للاعبينا عند أنديتهم حيث أصبحت تتخوّف كثيرا من معاودة تعرضهم لإصابات أخرى أخطر، خصوصا بالنسبة للاعبين الذين يحملون جنسيات إفريقية ويتعرضون في غالب الأحيان إلى إصابات بالغة تمنعهم من العودة إلى الملاعب لمدة طويلة.
بوڤرة : “الألوان الوطنية لا تُرفض”
ورغم هذه الظروف الصعبة التي تواجه لاعبينا إلا أنها لن تزيدهم إلا عزيمة للالتحاق بالفريق الوطني الذي أصبح يعتبر أهم شيء في حياة اللاعبين الجزائريين بعد الالتفاف غير المسبوق حولهم من طرف الأنصار الجزائريين بعد ملحمة “أم درمان”، وهو الشيء الذي أصبح يدفعهم لتلبية دعوة المنتخب الوطني بأي ثمن رغم كل الضغوط التي تمارس عليهم من أنديتهم الأوروبية، حيث منعت إدارة نادي غلاسجو رينجرز مجيد بوڤرة من حضور المباراة المقبلة للفريق الوطني أمام الغابون، وبعد تعرضه لحملة من الضغوط أنه لن يغيب عن هذا اللقاء مهما حدث وهو الذي شارك لحد الآن في أربع مباريات ودية مع الرينجرز، قدم في آخرها مساء أمس وجها طيبا للغاية أمام نادي نيوكاستل الانجليزي، صرّح مؤخرا : “لن أتخلف عن لقاء منتخب بلادي المقبل أمام الغابون، كنت أنتظر بفارغ الصبر هذا اللقاء لأعيش مجددا لحظات لن تنسى مع الجمهور الجزائري الرائع، برفقة بقية زملائي وهي فرصة مواتية للقائهم بعد غياب منذ نهاية مشاركتنا في كأس العالم بجنوب إفريقيا”.
Lire la suite:
http://www.elheddaf.com/المنتخب-الوطني/actualites/تلبية-دعوة-“الخضر”-أصبحت-تشكّل-عائقًا-بسبب-ضغوط-الأندية-الأوروبية#ixzz1ISA6GPGI